سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري والإيمان الذي لا يخاف معه في الله لومة لائم
سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري والإيمان الذي لا يخاف معه في الله لومة لائم
  أبو عبدالله عالم عصره، وزاهد زمانه، الإمام الثبت الحجة من الشيعة المحبين، زيدي المذهب ذكره الأصفهاني في (المقاتل)، والإمام أبو طالب، وكان من أتباع الإمام زيد بن علي # وممن أيد الإمام النفس الزكية محمد بن عبدالله وأخاه الإمام إبراهيم بن عبد الله والإمام عيسى بن زيد، ذكر أنه لما قتل الإمام إبراهيم بن عبد الله قال: ما أظن الصلاة تقبل إلا أَنَّ فعلها خير من تركها، وكان متشدداً على الظلمة الجائرين، وعاش متخفياً خائفاً على نفسه ودينه منهم، مثل أهل البيت - رضي الله تعالى عنهم - توفي بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة وعمره أربع وستون سنة.
  وفي (حياة الحيوان) للدميري قال: وذكر ابن السمعاني وغيره أن المنصور كان يبلغه عن سفيان الإنكار عليه في عدم إقامة الحق فطلبه المنصور فهرب إلى مكة فلما حج المنصور بعث الخشابين أمامه وقال: حيثما وجدتم سفيان فاصلبوه، فوصل الخشابون ونصبوا الخشب فأتى الخبر بذلك وسفيان نائم ورأسه في حجر الفضيل بن عياض، ورجلاه في حجر سفيان بن عيينة، فقالا له خوفاً عليه وشفقة: لا تشمت بنا الأعداء، فقام ومشى إلى الكعبة والتزم أستارها عند الملتزم، ثم قال: ورب هذه البنية لا يدخلها - يعني المنصور - فزلقت به راحلته في الحجون فوقع من على ظهرها فمات لوقته فخرج سفيان وصلى عليه.
  وفيها أن الرشيد لما ولي الخلافة زاره العلماء بأسرهم إلا سفيان الثوري فإنه لم