حكاية من انهالت عليه البئر
  فوق القبر حتى ألحدناه ودفناه، وهي ترفع رأسها وتوطيه، وكأنها تريد أن تهيل التراب مع المشيعين، ولما تم الدفن وقفت عند رأسه لحظات والناس يرون ويتعجبون، ويهللون ويكبرون، ثم اختفت في لحظة فلم نِدر أهي ساخت في الأرض أم ارتفعت في السماء!
حكاية من انهالت عليه البئر
  روى لنا شيخنا شيخ الإسلام أيده الله تعالى أنه كان في مدينة الحرجة، وهي مدينة من مدن الحجاز يجتازها حاج اليمن رجل صالح قد بلغ من العمر عتياً، وكان له مزرعة ومسجد عند بيته وكان المسجد أقرب شيء إلى الطريق لمارة الحجاز، وكان يأتي إليه ابن السبيل والمسافر والمنقطع فكان يخرج لكل من أمسى في المسجد العشاء أقراص مما يأكل والقهوة، ويسرج لهم المسجد، وهذا ديدنه دائماً لا ينام حتى يتفقد المسجد إن قد وصل إليه أحد، ثم يصلي ما شاء الله ويعود بيته، وهكذا سنين عديدة، فحصل في بعض السنين جدب شديد، ويبست الآبار، وقلت المياه، فقال لأولاده: لو حفرنا البئر ونزّلناها لرجونا أن نلقى ماء، فنزل يحفر وأولاده ينزعون منه وكانت البئر ذات جروف من جهة وحفر، لعله من تحت طي البئر، فانهال عليه الطي من كل جهة وانطبقت البئر تماماً، فعجز أولاده عن حفر البئر وإخراج طيها وما انهال بها من الأحجار والأتربة؛ لأنها كانت عميقة، فأيسوا منه ولم يستطيعوا حفرها، فمضت سنون كثيرة، ومات الأولاد ونشأ أولادهم وأقبلت عليهم الدنيا، وغَنُوا وأقبلوا على حفر البئر واستمر وامدة في الحفر حتى قاربوا من الوصول إلى قعرها، فسمعوا صوتاً ضعيفاً يقول شوي شوي يا عيالي فتعجبوا واستمروا في الحفر وكانوا يعلمون