طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية امرأة تخلط اللبن بالماء

صفحة 355 - الجزء 1

حكاية امرأة تخلط اللبن بالماء

  كان عمر بن الخطاب يمشي في المدينة ليتعرف أحوال الرعية فسمع امرأة تقول لابنتها: اخلطي اللبن بالماء قالت البنت لأمها: إن أمير المؤمنين قد نهى عن ذلك، قالت المرأة: إن أمير المؤمنين لا يرانا، قالت البنت: إذا كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا، فأعجب عمر بحسن خلق الفتاة وأمر ابنه عاصماً أن يذهب إليها فإن أعجبته تزوجها، وذهب عاصم فأعجبته وتزوجها وكان من ذريتها الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ¥.

في الزهد الذي يحبه الله

  حكي أن الله - تعالى - أوحى إلى إبراهيم الخليل على نبينا وعليه الصلاة: والسلام: أتدري لم اتخذتك خليلا؟ قال: لا يا رب قال: لأني رأيتك تحب أن تعطي ولا تحب أن تأخذ.

  وروى سهل بن سعد الساعدي ¥ قال: أتى رجل إلى النبي ÷ فقال: يا رسول الله مرني بعمل يحبني الله عليه ويحبني الناس فقال: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس».

  وقال أيوب السختياني: لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عن أموال الناس، والتجاوز عنهم.

  وقيل لسفيان: ما الزهد في الدنيا؟ قال: الزهد عما في أيدي الناس.