طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن بنى إسرائيل

صفحة 94 - الجزء 1

حكاية عن بنى إسرائيل

  سافر بعض قضاة بني إسرائيل إلى الحج واستخلف أخاه، فدخل يوماً على راودها عن نفسها، فقالت له: اتق الله ولا تخن أخاك، فجاء إبليس في صورة رجل وقال: أقم عليها الحد بالزنا وارجمها إن لم تطاوعك، فأخبرها بذلك، فقالت: افعل ما شئت، فأقام عليها الحد ورجمها، فمر بها رجل ليلاً فسمع أنينها فأخرجها وأخذها إلى منزله، فدخل بعض أصحابه فرآها جميله فراودها عن نفسها فامتنعت، فدخل ليلاً ليذبحها فذبح ولد الجمال، وكان قد ألف بها دون معصية، فقالت امرأة الجمال: ما ذبحه إلا هي وأنت تدافع عنها لفسادك بها، فأعطاها دراهم وقال لها: اخرجي من منزلي، فخرجت على وجهها فرأت شخصاً مصلوباً على دين فخلصته بتلك الدراهم، فقال: لأكونن عبداً لك، فسار معها إلى ساحل البحر فراودها عن نفسها، فقالت: هذا جزائي منك؟ فلما أيس منها قال التاجر في مركب عندي جارية جميلة وأريد بيعها، فلما رآها التاجر دفع له عنها ثلاثمائة دينار، فقالت: أنا حرة، فأخذها قهراً، فلما كان الليل مد يده عليها فقالت: اتق الله، فضرب وجهها فعصفت الرياح على سفينته فغرقت وحفظ الله المرأة حتى وصلت إلى ملك عادل فأخبرته بخبرها فبنى لها صومعة تتعبد فيها، فشاع خبرها لصلاحها، فقصدها أصحاب العاهات تدعو لهم فيعافيهم الله تعالى ببركة دعائها، فلما جاء زوجها من الحج سأل عنها، فقيل له: إنها زنت فرجمت، فدخل على أخيه فوجده عمي، وأما الشهود فوقعت الآكلة في أفواههم. فقيل لزوجها: خذ أخاك واذهب به إلى امرأة صالحة بمكان