طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية المسكي بائع القماش

صفحة 380 - الجزء 1

حكاية المسكي بائع القماش

  عن السيد إبراهيم بن عبد الله الحازمي من كتاب من ترك شيئاً الله عوضه الله خيراً منه.

  قال: كان هناك شاب يبيع البز (القماش) ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت ويسمونه (فرَّقنا) وكان مستقيم الأعضاء، جميل الهيئة من رآه أحبه لما حباه الله من جمال ووسامة زائدة على الآخرين، وفي يوم من الأيام وهو يمر بالشوارع والأزقة والبيوت رافعاً صوته (فرَّقنا) إذْ أبصرته امرأة فنادته فجاء إليها وأمرته بالدخول إلى داخل البيت، وأعجبت به وأحبته حباً شديداً، وقالت له: إنني لم أدْعُكَ لأشتري منك وإنما دعوتك من أجل محبتي لك ولا يوجد في الدار أحد، ودعته إلى نفسها فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه ولكن دون جدوى، فما يزيدها ذلك إلا إصراراً، وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا، فلما رأته ممتنعاً من الحرام: قالت إنه إذا لم تفعل ما آمرك به صحت في الناس وقلت لهم: دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدق الناس كلامي لأنك داخل بيتي. فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان قال لها: هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة، ففرحت بما قال فرحاً شديداً وظنت أنه قد وافق على المطلوب فقالت: وكيف لا يا حبيبي وقرة عيني إن هذا لشيء عظيم. ودخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية فالنساء حبائل الشيطان وما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما، يا إلهي ماذا أعمل دلني يا دليل الحائرين. وفجأة جاءت في ذهنه فكرة فقال: أنا أعلم جيداً أن من الذين يظلهم