الحسن بين يدي الحجاج
  شددنا وسطنا بحبال ليف ... إذا لبسوا الحوائص والجلايا
  وإن لبسوا الشفوف معلمات ... فخرنا بالمرقع والعبايا
  وإن سكنوا قصوراً عاليات ... سكنا في المساجد والزوايا
  غداً يتبين السادات منا ... وننظر أينا أوفى عطايا
الحسن بين يدي الحجاج
  قال: روى الحاكم في (شرح العيون) قال: لما أزعج الحجاج الحسن البصري فأجلسه عنده وقال: ما تقول في علي وعثمان؟ قال: أقول: كما قال موسى # حين سأله فرعون: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى ٥١ قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ٥٢}[طه ٥٢ - ٥١] قال: أنت سيد العلماء، فقال له حاجبه [يعني لما خرج من عنده]: إني أراك تحرك شفتيك وقد رأيت السيف والنطع، قال الحسن البصري: نعم قلت حين دخلت عليه: يا عدتي عند شدتي، ويا صاحبي عند كربتي، ويا ولبي عند نعمتي، ويا إلهي وإله آبائي إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ارزقني مودته واعزف عني أذاه، ففعل ربي جل وعلا. انتهى.
  قيل للحسن البصري - رضي الله تعالى عنه -: ما سر زهدك في الدنيا؟ فقال: علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي له، وعلمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن أقابله على معصية، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله. انتهى.
  قال الأنطاكي: خمسة أشياء دواء القلوب: مجالسة الصالحين، وقراءة القرآن، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند الأسحار.