طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

أصحاب الغار

صفحة 50 - الجزء 1

  ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول لي ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

  قال في السراج المنير:

  قال العلقمي: ألفَّ الحافظ ابن حجر كتاباً سماه (الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة)، وسبقه إلى ذلك الحافظ المنذري.

  قلت: ولعل غفران هذه الذنوب من الذنوب الصغائر، أما الكبائر فلا بد من التوبة والإنابة، وإرجاع الحقوق وبذلها، والله أعلم وفضل الله تعالى واسع عظيم.

أصحاب الغار

  وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب ® قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «انطلقَ ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم قال رجل: اللهم، كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا ولداً فنأى بي طلب يوماً فلم أرح عليها حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتها نائمين فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه. قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحب الناس إليَّ، وفي رواية كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء