طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية أخرى

صفحة 396 - الجزء 1

  آت فقرع على أبي الحسين | بابه، فخرج إليه فسلم عليه، فقال له الرجل: أنا المولى الذي مررت به بناحية الخشب في سنة كذا وهو يرعى غنماً ويزمر ويغني فنهيته ووعظته وتوّبته، ونفع وعظك وتعليمك، وقد أعتقني من كنت مملوكاً له وأجازني بشيء من ماله فأصلحته وبارك الله فيه، وقد جاءت هذه السنة فرأيت شدتها فذكرتك فرأيت أن أعينك على أمرك بشيء وقد قدمت به، وإذا معه دابتان تحملان براً وكبشان يتبعانهما، فسلم ذلك إلى أبي الحسين فحمد الله وأثنى عليه وصرف إلى الشريف حمل دابة وكبشاً وأخذ حمل دابة وكبشاً وتقدم فذبح الكبش الذي صار إليه وأمر فطبخ وعمل من الطعام ما أكلوا وأطعموا ضيفهم.

حكاية أخرى

  ومن أخباره ¥ قالوا: كان الطبري | قد اجتمع له بصنعاء عيال من ولد وأهل وأصحاب فقراء من آل رسول الله ÷ وغيرهم، وكان إذا جاءه أحد برفد أعانهم مما يرزق ويواسيهم، ويؤثر على نفسه في كثير من الأمور، وكان له إخوة باليمن وأصدقاء يرون له حقاً عليهم فخرج زائراً لهم ملتمساً من فضل الله ما يعين به من خلفه، فلبث في سفره حتى أصاب خيراً كثيراً وراح بشيء ينفعهم به ويفرحهم، من كسوة وغيرها من نقد وعرض، فلما صار عند طرف الحمراء وهو الجبل الذي يتصل بجبل نقم المطل على صنعاء مما يلي عَلِب من أرض الأبناء، خرج عليه لصوص فأخذوا ما معه، فلما حازوه قال: يا إخوة العرب هل لكم في شيء من المروءة والكرم؟ قالوا: وما هو؟ قال: قد