طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية رجل مسرف

صفحة 107 - الجزء 1

  ونادى مالك خازن النار يا نار كلي كلي، فأحرقت إصبعه كلها مع يده، فصاحت المرأة صيحة واحدةً تواجداً وخوفاً مما رأت ففارقت الدنيا، فسترها بثوبها وقام إلى الصلاة، فلما طلع الفجر صاح إبليس في المدينة ألا إن الراهب قد زنى بفلانة وقتلها، فركب الملك بعسكره إليه وناداه فأجابه فقال: أين فلانة؟ فقال: عندي، قال: دعها تخرج، قال: إنها ميتّةٌ، قال الملك: ما رضيت بالزنا حتى قتلتها، فأخذوه بسلاسل الحديد ووضعوا المنشار على رأسه وقال: جزوه، فلما فعلوا تأوه، فقال الله ø: يا جبريل، قل له قد أبكيت حملة العرش وسكان سماواتي، وعزتي وجلالي لئن تأوهت مرة ثانية لأهدمن السماوات على الأرض، فصبر واحتسب ولم يخبرهم بحاله، فأنطق الله تعالى المرأة الميتة وقالت: إنه مظلوم والله ما زنى وأخبرتهم بخبره مع النار، فلما رأوا يده محترقة ندموا على ما فعلوا من قتله، فحفروا له وللمرأة قبراً واحداً فوجدوه مسكاً، فنادى مناد من السماء: اصبروا حتى تصليَ عليهما الملائكة، وألقى الله عليهم كتاباً فيه: من الله تعالى إلى عبده أني قد نصبت المنبر تحت عرشي وجمعت ملائكتي فخطب جبريل وأشهدت الملائكة أني قد زوجته من الحور العين بالفردوس، ذلك لمن خشي ربه.

حكاية رجل مسرف

  كان ببغداد رجل مسرف على نفسه وله أم صالحة، وكان كلما عمل معصية كتبها في ديوان، فبينما هو ذات ليلة وإذا بالباب يطرق، فخرج ووجد امرأة جميلة، فقال: ما حاجتك؟ قالت: أيتام عندي ما أكلوا طعاماً منذ ثلاثة أيام، فقال: ادخلي، فعرفت منه الفساد، فقالت: معاذ الله فجذبها بقوة كرهاً، فقالت: يا