حكاية عن أبي عبد الله الأسكندري
  {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ}[البقرة: ١٣٢]، فعلمت أن لها أولاداً فقلت: ما أسماؤهم؟ قالت: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ١٦٤}[النساء]، {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ١٢٥}[النساء]، {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ}[ص: ٢٦]، فقلت: في أي موضع هم أطلبهم؟ قالت: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ١٦}[النحل]، فعلمت أنهم أدلة الركب فقلت يا مريم أتأكلين شيئاً؟ فقالت: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا}[مريم: ٢٦] فلما وصلنا إليهم ورأوها بكوا وقالوا: هذه أمنا قد ضلت منذ ثلاثة أيام، وقد نذرت أن لا تتكلم إلا بالقرآن، فقالت: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ}[الكهف: ١٩].
  ثم رأيتهم بعد ذلك يبكون فسألتهم، فقالوا: إنها في النزع، فدخلت عليها سألتها عن حالها فقالت: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}[ق: ١٩] فلما ماتت رأيتها تلك الليلة في المنام فقلت: أين أنت؟ قالت: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ٥٤ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ٥٥}[القمر] ^ وعنًا معها وهو أرحم الراحمين.
حكاية عن أبي عبد الله الأسكندري
  قال الشيخ أبو عبدالله الأسكندري: خرجت إلى البادية لعلي أرى أحداً من الرجال أو النساء، فرأيت جارية فقلت في نفسي: لو كان اجتماعي برجل أولى من امرأة، فقالت: يا عبدالله تريد الاجتماع بالرجال وأنت لم تصل إلى مقام النساء، فقلت ما أكبر دعواك، فقالت: الدعوى بغير بينة باطلة، قلت: فما بينتك؟ قالت: هو لي كما أريد لأني له كما يريد، ثم قالت: ما تريد في هذه الساعة؟ قلت: أريد