حكاية عن مالك بن دينار
  أن جدهم فيها، وأنها انهالت عليه في عهد آبائهم، فلما وصلوا وإذا هو في جرف من الجروف قدر قامة الرجل يصلي وقد لصق الجلد على العظم، وضعف حاله ورق جسمه، تام العقل والفكر والبصر، فسألهم لماذا لم يحفروا البئر ويخرجوه، فقالوا لم يستطع آباؤنا من ذلك، حيث قدّروا أن قدمت ولم يكونوا قادرين، فحمدوا الله وأثنوا عليه، وأطلعوه وقد طال شعره وأظفاره، وصار جلده كالقرطاس، ووصف لهم حاله وأنه رزقه الله تعالى الطمأنينة والرضا، وكان لا يعرف الأوقات إلا عندما يأتيه رغيف وقهوة مثل الذي كان يخرجه لأبناء السبيل، وكان يقدر الأوقات للصلوات بذلك، وفي وقت المغرب، كان يأتيه السراج مثل الذي كان يسرج به في المسجد، وأنه كان لا يفتر من ذكر الله تعالى وقراءة ما معه من القرآن الكريم.
حكاية عن مالك بن دينار
  قال مالك بن دينار ¥: رأيت في بعض أزّقة البصرة جارية معها الخدام فقلت لها: أيبيعك مولاك؟ فقالت: لو باعني ما تصلح أن تشتريني، فقلت: نعم وخيراً منك، فضحكت وأمرت بحملي إلى سيدها، فوقعت الهيبة في قلب سيدها فقال: ما حاجتك؟ قلت: تبيعني هذه الجارية؟ قال: أو تقدر على ثمنها؟ قلت: قيمتها عندي نواتان مسوستان لكثرة عيوبها؛ لأنها إذا لم تتعطر ذفرت، وإذا لم تستك بخرت، وإذا لم تتمشط وتدهن قملت، وإن عمرت هرمت، ذات حيض ونجاسة، وأنا أشتري من الله تعالى جارية بدون ذلك خلقها الله من سلالة الكافور، ومن المسك والنور والجوهر، لو مزج ريقها بالبحر لطاب ماؤه، ولو دعت ميتاً لأجاب، ولو بدا معصمها للشمس لأظلمت، ولو بدت في