طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طرائف نبوية

صفحة 234 - الجزء 1

  والإنجيل، والزبور والفرقان» قال: قلت: يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: «كانت أمثالٌ كلها، أيها الملك المسلط المبتلى المغرور فإني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر وكان فيها أمثالاً على العاقل مالم يكن مغلوباً على عقله أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه ø، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفكر فيها في صنع الله ø، وساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعناً إلا لثلاث: تزود لمعاد أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه»، قلت: يا رسول الله فما كان صحف موسى #؟ قال: «كانت عبراً كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار وهو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، عجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لا يعمل» قلت: يا رسول الله أوصني، قال: «أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله» قلت يا رسول الله زدني، قال: «عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء» قلت: يا رسول الله زدني، قال: «إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه»،: قلت يا رسول الله زدني قال: «عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك»، قلت: يا رسول الله زدني؛ قال: «عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتى» قلت: يا رسول الله زدني، قال: «حب المساكين وجالسهم» قلت: يا رسول الله زدني، قال: «انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر ألا تزدري نعمة الله عندك»، قلت: زدني يا رسول الله، قال: «صل قرابتك وإن قطعوك»، قلت: يا رسول الله زدني قال: «لا تخف في الله لومة لائم»، قلت: