طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طرائف من حياة الشهيد الإمام زيد بن علي @

صفحة 238 - الجزء 1

  الله فإذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة، ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء الله، ثم يقوم قائماً على قدميه يدعو الله تبارك وتعالى ويتضرع له ويبكي بدموع جارية حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر سجد سجدة، ثم يصلي الفجر، ثم يجلس للتعقيب حتى يرتفع النهار، ثم يذهب لقضاء حوائجه فإذا كان قريب الزوال أتى، وجلس في مصلاه، واشتغل بالتسبيح والتحميد للرب المجيد، فإذا صار الزوال صلى الظهر وجلس، ثم يصلي العصر، ثم يشتغل بالتعقيب ساعة، ثم يسجد سجدة، فإذا غربت الشمس صلى المغرب، ثم العشاء.

  وفي فصاحته # السنة وبلاغته ما يبهر العقول والأبصار، قال الكميت بن زيد: ما رأيت أبلغ من زيد بن علي، وقال خالد بن صفوان وهو من مشاهير خطباء وفصحاء العرب: انتهت الفصاحة والخطابة، والزهادة والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي.

  وفي زهده وورعه سلوة عن الدنيا ما سارت به الركبان

  ومن دعائه #: اللهم إني أسألك سلواً عن الدنيا وبغضاً لها ولأهلها، فإن خيرها زهيد وشرها عتيد، وجمعها ينفد، وصفوها يرنق، وجديدها يخلق، وخيرها ينكد، وما فات منها حسرة، وما أصيب منها فتنة، إلا من نالته منك عصمة، أسألك اللهم العصمة منها ولا تجعلنا ممن رضي بها واطمأن إليها، فإنها من أمنها خانته، ومن اطمأن إليها فجعته، فلم يقم في الذي كان فيه منها، ولم يظعن به عنها.

  وعرف ~ ورعاً عن المحارم، متنزهاً عن المعاصي حتى قال: والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي، ولا انتهكت الله محَرَّماً منذ عرفت أن الله يعاقب عليه، وقال لأحد أصحابه: يا أبا قرة والذي يعلم ما تحت