نقولات من صلة الإخوان
  وأخ لنا أمسكناه، فقال: تقولون مم خلق الله هذه الجبال والصخرات الصم؟ ثم ارتعش ملياً، وغشي عليه، ثم أفاق: وقال سبحان من خلق هذه الجبال من عدم وعلى غير مثال ثم قال {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ١٨}[عبس] ثم قال: الذي خلقها سوداء وغبراء، يجعلها جوهراً شفافاً، كما روي أن حصباء الجنة من در وياقوت، فسبحان من أحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً، ولم يعجل على من عصى، وستر من غفل وجهل بالمولى، ثم قال والحوت الذي أقسم الله به {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ١} لو أدرجت السموات السبع والأرضون السبع في أحد منخريه ما تبرم بهن، فنظر إلينا قد بهتنا من جهلنا وغفلتنا، فقال: الذي خلق هذه الجبال من عدم قادر أن يجعل منها روحاً، ثم قال: إن هذا الجبل من عدن إلى مكة يسمى في العراق جزيرة اليمن، لأن البحر من جميع جوانب هذه الجزيرة، من عدن إلى مكة إلى الشحر إلى تهامة، ويحكى أن بحر عدن وبحر هرموز كالكَّمين للقميص، وبحر كالقميص والله أعلم، ثم قال: قيل إن الأرضين السبع تحت سماء الدنيا كحبة خردل، ثم السماء الدنيا تحت الثانية كريشة في فلاة، والأرضون السبع والسموات السبع بجنب العرش العظيم كخاتم في أرض فلاة، قال: وذكر الثعلبي في قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ١٧}[الحافة] قال: على صورة الوعول ما بين ظلفه إلى ركبته خفقان الطير المسرع ثمانين ألف عام فما قمنا من ذلك المقام إلا وقد انقطعت أوصاله من تململ أعضائه وما سرنا إلا ورجلان منا يمسكان بيده.
  وقال يوماً في معنى قوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٢١}[الذاريات] يا بن آدم سافرت المشارق والمغارب لتعرفنا فلو سافرت في نفسك لوجدتنا في أول قدم، دُرت البلاد تطلبنا ونحن إليك أقرب من حبل الوريد، ونحن معكم