تقديم (الطبعة الثانية)
  النفوس البعيدة عن الله، وتليين القلوب القاسية، والمؤلف حفظه الله يسعى دائمًا في كتاباته إلى الترغيب في الطاعة، والترهيب من المعصية، وكتابه الآخر (المستويات والمندوبات والمستحبات من الصلوات) شاهد بذلك ناطق به.
  والحقيقة: أن الناس أحوج ما يكونوا إلى هذا النوع من التأليف - خصوصاً في هذا العصر - الذي انتشر فيه الفساد، وازداد فيه الإعراض والابتعاد، والتنكب عن طريق الخير والرشاد.
  فلعل وعسى أن يتجه الغافلون إلى الطاعة بالاستفادة من قصة لنبي، أو حكاية لرسول، أو كرامة لولي، ويقلع العاصون عن المعصية بالاستفادة من موقف لعاص، أو نهاية لظالم، فالسعيد من وعظ بغيره، والكيس من عمل لآخرته وتزود لمعاده: {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[البقرة: ١٩٨].
  والدنيا دروس وعبر، وهي مزرعة للآخرة، فمن زرع خيراً حصده، ومن زرع شراً وجده.
  ولعل بعض القرّاء قد يسعى إلى التشكيك في بعض القصص هنا، وهي قليلة، ولكنا نقول له لا بأس عليك استفد من القصة، فالقضية هي قضية: ترغيب وترهيب، ليست قضية تصحيح وتنقيب؛ لأنه لا ينبني عليها حكم، ولايترتب على الاستفادة منها إثم.
  وقد تساهل فقهاء وعلماء في قبول الأحاديث الضعيفة في أبواب الترغيبوالترهيب، وقالوا: لا بأس بالاستفادة منها في العمل مع عدم اعتقاد الصحة فما بالك بقصص وحكايات قد أسندها جامعها إلي مصادرها، وهو بذلك خرج من عهدة المتابعة، وسلم من شنشنة من يهوى الجدال والمنازعة.