أحاديث نبوية ومواعظ حكمية
  وقال آخر: ما مضى من الدنيا كما لم يكن، وما بقي منها كما قد مضى.
  وقيل لزاهد: قد خلعت الدنيا فكيف سخت نفسك عنها؟ فقال: أيقنت أني أخرج منها كارهاً، فرأيت أن أخرج منها طائعا.
  وقيل لحرقة بنت النعمان: مالك تبكين؟ فقالت: رأيت لأهلي غضارة ولم تمتلئ دار فرحاً إلا امتلأت ترحاً.
  وقال ابن السماك: من جرعته الدنيا حلاوتها بميله إليها جرعته الآخرة مرارتها لتجافيه عنها. وقال صاحب (كليلة ودمنة): طالب الدنيا كشارب ماء البحر كلما ازداد شرباً ازداد عطشاً. وكان عمر بن عبد العزيز يتمثل بهذه الأبيات:
  نهارك يا مغرور سهو وغفلة ... وليلك نوم والأسى لك لازم
  تسر بما يفنى وتفرح بالمني ... كما سر باللذات في النوم حالم
  وشغلك فيما سوف تكره غبه ... كذلك في الدنيا تكون البهائم
  وسمع رجل رجلاً يقول لصاحبه: لا أراك الله مكروهاً فقال: كأنك دعوت على صاحبك بالموت، إن صاحبك ما صاحب الدنيا فلا بد أن يرى مكروهاً ... إلخ.
  وقال الإمام الناصر الحسن بن علي الأطروش - رضي الله تعالى عنهما -:
  إذا كنت لا تدري متى أنت ميت ... وقبرك لا تدري بأي مكان
  فلا تجعل الدنيا لنفسك بغية ... فتطلب منها كل ما هو فاني
  ويكفيك قول الناس فيما ملكته ... لقد كان هذا مرة لفلان