حكاية المسكي بائع القماش
  الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، وأعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ورب شهوة تورث ندماً إلى آخر العمر وماذا سأجني من هذه المعصية غير أن الله سيرفع من قلبي نور الإيمان ولذته لا ... لا. لن أفعل الحرام، ولكن ماذا سأفعل هل أرمي نفسي من النافذة لا أستطيع ذلك فإنها مغلقة جداً ويصعب فتحها. إذا سألطخ جسدي بهذه القاذورات والأوساخ فلعلها إذا رأتني على هذه الحال تركتني وشأني ... وفعلاً صمم على ذلك الفعل الذي تقزز منه النفوس، مع أنه يخرج من النفوس ثم بكى وقال: رباه إلهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل فاخلف علي خيراً، وخرج من الحمام فلما رأته صاحت به: اخرج يا مجنون فخرج خائفاً يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه وأخذ متاعه والناس يضحكون عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته، وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل الحمام واغتسل غسلاً حسناً. ثم ماذا؟ هل يترك الله تعالى عبده ووليه هكذا؟ لا أيها الأحباب فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئاً عظيماً بقي في جسده حتى فارق الحياة، وما بعد الحياة لقد أعطاه الله سبحانه رائحة عطرية زكية فواحة تخرج من جسده يشمها الناس على بعد عدة أمتار وأصبح ذلك لقبا له المسكي، فقد كان المسك يخرج من جسده، وعوضه الله بدلاً من تلك الرائحة التي ذهبت في لحظات رائحة بقيت مدى الوقت، وعند ما مات ووضعوه في قبره كتبوا على قبره هذا قبر المسكي وقد رأيته وأصبح يزار زيارة شرعية. وهكذا أيها الإنسان المسلم الله سبحانه لا يترك عبده الصالح بل يدافع عنه {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}[الحج: ٣٨] الله سبحانه يقول: ولئن سألني لأعطينه فأين السائلون، أيها العبد المسلم؟.
  من كل شيء إذا ضيعته عوض ... وما من الله إن ضيعته عوض