طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية الشعراء وأبو جعفر والأصمعي

صفحة 454 - الجزء 1

  لكن مشيت هارباً ... من خشية العقنقلي

  إلى لقاء ملك ... معظم مبجل

  يأمر لي بخلعة ... حمراء كالدم دم لي

  أجر فيها ماشياً ... مبغدداً بالذيل

  أنا الأديب الألمعي ... من حي أرض الموصلي

  نظمت قطعا زخرفت ... يعجز عنها الأذبل

  أقول في مطلعها ... صوت صفير البلبل

  عصر الخليفة ذاكرته فلم يطلع بشيء إلا طنطنلي فقال: يا غلام، وإذا الغلام لم يحفظ شيئاً، فنادى بالجارية يا جاريه قالت لا والله ما سمعت بها قط، عند ذلك قال: الخليفة يا أعرابي أحضر ما كتبته عليها نزنه ونعطيك وزنه ذهباً، قال: ورثت عمودَ رخامٍ عن أبي نقشت عليه القصيدة نقشاً وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلا أربعة من الجنود، فانهار الخليفة وجيء بالعمود والناس تنظر، ووضع في الميزان وأخذ كل ما في الخزنة ووضعه على خرج الناقة وانصرف، فقال وزيره: أوقفه يا أمير المؤمنين والله ما أظنه إلا الأصمعي، فقال له الخليفة: أمط اللثام عن وجهك يا أعرابي، فأماط اللثام فإذا هو الأصمعي، فقال: أتفعل هذا بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال: نعم، إنك بذاكرتك قطعت أرزاق الشعراء يا أمير المؤمنين. قال له: أعد الخزنة، قال: لا أعيدها إلا بشرط أن تعطيهم على قولهم أو منقولهم فأعادها ففرج الله عليهم.