حكاية عن سليمان #
  قدوم الآخرة عليهم، ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة، ففازوا بثواب الأبرار، إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة، وأكثرهم لك معونة، إن نسيت ذكروك، وإن ذكرت أعانوك، قوَّالين بحق الله، قوامين بأمر الله، قطعوا محبتهم بمحبة الله ø، ونظروا إلى الله ø، وإلى محبته بقلوبهم، وتوحشوا من الدنيا لطاعة مليكهم، وعلموا أن ذلك منظور إليهم من شأنهم، فأنزل الدنيا بمنزل نزلتَ به وارتحلتَ عنه، أو كمالٍ أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء، واحفظ الله تعالى ما استرعاك من دينه وحكمته.
  ومن مأثور قوله - رضوان الله عليه وسلامه -: الإيمان ثابت في القلوب واليقين خطرات، فيمر اليقين بالقلوب فيصير كأنه زبر الحديد، ويخرج منه فيصير كأنه خرق بالية.
  ومن مأثور قوله رضوان الله تعالى عليه ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك قل ذلك أو كثر.
  ومن مأثور قوله: عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد.
  ومن مأثور قوله لابنه: إياك والكسل والضجر؛ فإنهما مفتاح كل شر، إنك إن كسلت لم تؤد حقاً، وإن ضجرت لم تصبر على حق.
  ومن ذلك: أشد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال، وإنصافك من نفسك ومواساة الأخ في المال.