حكاية عن بنى إسرائيل
  كذا وكذا لتدعو له، فسار به وتبعه الشهود، ورأوا في الطريق الجمال ومعه صاحبه الذي ذبح ولده وقد أصابه عاهة، ثم وجدوا شاباً أعمى وهو الذي خلصته من الصلب، ثم وجدوا التاجر قد قذفه الموج وهو عظيم البلاء، فلما وصلوا إليها وطلبوا منها الدعاء قالت: كل من اعترف بذنبه دعوت له، فقال أخو زوجها: أنا أستحي من ذنبي، فقال: لابأس عليك، فقال: إني راودت امرأة أخي عن نفسها فامتنعت فأقمت عليها هؤلاء الشهود بالزنا زوراً، وقال صاحب الجمّال: أنا وجدت امرأة عند هذا الرجل فراودتها عن نفسها فامتنعت فأردت ذبحها فأصابت السكين ولده، وقال الشاب الذي خلصته من الصلب: إن امرأة خلصتني من الصلب فراودتها فامتنعت فبعتها بثلاثمائة دينار، وقال التاجر: وأنا اشتريت جارية فراودتها فامتنعت فضربت وجهها فعصفت علينا الرياح. فقالت لزوجها: أدنُ مني فكشفت عن وجهها فلما رآها قال: والله أعلم إنك بريئة فقالت: سمعت كلام أخيك والشهود. وقالت للجمّال: هذا قاتل ولدك. وللتاجر هذا الذي باعني لك وأخذ مالك فإن شئتم القصاص أو العفو، وأما أنا فقد عفوت عنهم لله تعالى، اللهم اكشف عنهم ضرهم فعافاهم الله تعالى أجمعين وذهبت مع زوجها.
  وصدق الله العظيم حيث يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق: ٢ - ٣]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ٤}[الطلاق]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ٥}[الطلاق].