مسألة: [الكلام في قبول خبر فاسق التأويل]
  قال: أبو زيد، فهذا القدر من الجهالة لا يقدح عندنا في قبول خبره، فإذاً المراد بالجهالة من لا تعلم عدالته.
مسألة: [الكلام في قبول خبر فاسق التأويل]
  اختلف أهل العلم في خبر الفاسق من جهة التأويل؛
  فحكى شيخنا ¦ عن الفقهاء بأسرهم، والقاضي، وأبي رشيد أنه يقبل إلا أن يعلم أنه ممن يستجيز الكذب كالخطابية ومن طابقها.
  وحكى عن الشيخين أبي علي، وأبي هاشم أنه لا يقبل.
  قال ¦: وكان القاضي يقول مذهب أبي علي، وأبي هاشم أقيس، ومذهب الفقهاء أقرب إلى الأثر، وكان يعتمد الأول، وهو الذي نختاره.
  والذي يدل على صحته: إجماع الصحابة على قبوله، وإجماعهم حجة على ما يأتي بيانه.
  أما أنهم أجمعوا؛ فذلك معلوم من ظاهر حالهم لمن تصفح أخبارهم، واقتص آثارهم، وذلك أن الفتنة لما وقعت بينهم وتفرقوا وصاروا أحزاباً، وانتهى الأمر بينهم إلى القتل والقتال، كان بعضهم يروي عن بعض بغير مناكرة بينهم في ذلك، بل اعتماد أحدهم على ما يرويه عمن يوافقه، كاعتماده على روايته عمن يخالفه، وذلك ظاهرٌ فيهم كروايتهم عن أبي هريرة(١)، وعن النعمان بن بشير(٢)، وغيرهما، وكروايتهم عن أصحاب الجمل
(١) أبو هريرة الدوسي، اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً، لم يختلف في اسم أحد مثله؛ أكثر الصحابة رواية على الإطلاق، ضربه عمر بالدرة.
وفي إملاء أبي جعفر النقيب، عن علي #: لا أجد أحداً أكذب على رسول الله ÷ من هذا الدوسي.
وروي عن عائشة وابن عباس أنهما أنكرا عليه حديث الاستيقاظ، وروى له البخاري حديثاً عنه ÷ فلما قيل له: أنت سمعته من رسول الله ÷؟ قال: لا بل من كيسي. =