صفوة الاختيار في أصول الفقه،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مسألة: [الكلام في العموم هل يخص بفعل النبي ÷ أم لا؟]

صفحة 96 - الجزء 1

  في المثال فتبركنا باتباعه وإلا فاختيارنا في هذه الآية وما شاكلها من ألفاظ الجمع التي يراد بها الواحد إلحاقها بباب المجاز لأن لفظ العموم يعود في أصل اللغة للكل، فإذا أريد الواحد علمنا أنه استعير له لغرض من الأغراض، ومثل ذلك موجود؛ فإن المروي عن عمر لما أمر إلى أبي موسى بالقعقاع⁣(⁣١) كتب معه: (إني قد أنفذت إليك بألف رجل) وهو لا يريد إلا القعقاع نفسه، ولم ينكر عليه أحد، وكذلك قوله سبحانه وتعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}⁣[المرسلات: ٢٣]، فأما هذه الآية ففيها قرينة توجب حمل الخطاب على الواحد الذي هو أمير المؤمنين #، وهو قوله سبحانه: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}⁣[المائدة: ٥٥]، ولم يعلم ذلك من غيره، ولأن هذه القرينة لو لم تكن فإجماع العترة $ على أنه المراد بهذه يوجب رجوع الحقيقة إلى المجاز وحمله على الواحد كما ثبت مثله في قوله: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}⁣[المرسلات: ٢٣]، فإن الدلالة توجب رجوعه عن بابه وحمله على الواحد الذي هو الله سبحانه.

مسألة: [الكلام في العموم هل يخص بفعل النبي ÷ أم لا؟]

  اختلف أهل العلم في لفظ العموم هل يخص بفعل النبي ÷ أم لا يخص به بل يقتصر حكمه عليه؟


= لإحدى وعشرين ليلة من شهر رمضان بعد أن ضربه أشقى الآخرين ابن ملجم - لعنه الله - يوم الجمعة ثامن عشر شهر رمضان لأربعين من الهجرة.

قبره: في المشهد المقدس بالكوفة.

عمره كعمر النبي ÷ ثلاث وستون سنة.

انظر التحف شرح الزلف (ط ٣ - ٣٧، ٤٧).

(١) القعقاع بن عمرو التميمي أخو عاصم، كان من الشجعان الفرسان، قيل إن أبا بكر كان يقول: لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل، قال ابن عساكر: يقال إن له صحبة، كان أحد فرسان العرب وشعرائهم. انظر الإصابة (٣/ ٢٣٠)، والإستيعاب (٣/ ٢٥٢).