مسألة: [الكلام في أن إجماع العترة حجة]
  وأما أن روايتهم أقوى من رواية غيرهم: فلا يمتنع ذلك؛ لأن أهل البلد قد يكونون أعلم بما حدث فيه، هذا فيما يحدث في بلدهم؛ فأما ما يحدث في غيرها فهم وغيرهم فيه سواء لفقد المخصص.
مسألة: [الكلام في أن إجماع العترة حجَّة]
  إجماع العترة حجة عند الزيدية، وحكى شيخنا ¦ ذلك عن الشيخين أبي علي وأبي عبدالله وأنهما ذهبا إليه.
  والذي يدل على صحته قول الله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣].
  والكلام في هذه الآية يقع في وجهين:
  أحدهما: أنهم مرادون بهذه الآية. والثاني: أن ذلك يقتضي كون إجماعهم حجة.
  أما أنهم مرادون بهذه الآية: فلأنه لا يسبق إلى الأفهام عند إطلاق لفظ أهل البيت غيرهم، ولا يشاركهم في هذا الإطلاق أحد من أقارب النبي ÷ إلا بقرينة، فثبت بذلك أن هذا الإطلاق حقيقة فيهم مجاز في غيرهم كما قدمنا في ذكر الحقيقة والمجاز.
  ولأن النبي ÷ جمعهم تحت كسائه وقال: «أللهمإن هؤلاء عترتي أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» قالت أم سلمة(١) رحمها الله
(١) أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، أم المؤمنين، رأت جبريل # وهي وزوجها أبو سلمة أول من هاجر إلى الحبشة، ويقال: إنها أول مهاجرة دخلت المدينة. تزوجها الرسول ÷ بعد وقعة بدر في شوال.
.. إلى قوله - أيده الله تعالى -: وتوفيت سنة اثنتين وستين بعد مقتل الحسين # ... إلى قوله - أيده الله تعالى -: شديدة الولاء لأمير المؤمنين # وأهل البيت، نهت عائشة عن الخروج وذَكَّرَتْهَا بما سمعته من النبي ÷ في أمير المؤمنين # وأخرجت ولدها عمر للجهاد معه. ودفنت بالبقيع - رضوان الله عليها وسلامه - وهي آخر أمهات المؤمنين موتاً. =