مسألة: [الكلام في قبول الرواية إذا أنكرها من رويت عنه]
مسألة: [الكلام في قبول الرواية إذا أنكرها من رويت عنه]
  إذا روى الراوي عن غيره خبراً وأنكر ذلك الغيرُ، أو ذكر به فلم يذكر فإن روايته تقبل عند الشافعية والحنفية وكثير، وحكى شيخنا ¦ أن ذلك اختيار القاضي.
  وذهب جماعة من الحنفية إلى أن ذلك لا تقبل روايته، وذلك هو قول أبي الحسن، والشيخ أبو الحسين يذهب إلى القول الأول، وكان شيخنا | يعتمده، وهو الذي نختاره.
  ومثال المسألة: ما روى ابن جريج(١) عن سليمان بن موسى(٢) عن الزهري(٣) بإسناده عن عائشة أن النبي ÷ قال: «أيما امرأة زوجت نفسها بغير إذن
(١) ابن جريج: عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج، أبو الوليد. قال أحمد: ثَبْت صحيح الحديث، لم يحدث شيئاً إلا أتقنه، وقال أبو زرعة: هو من الأئمة. وقال ابن معين: ثقة إذا روى من الكتاب. توفي سنة خمسين ومائة، أو إحدى وخمسين، أو تسع وأربعين، وقد جاوز المائة. انظر الجداول (خ)، ولوامع الأنوار (ط ٢ - ٢/ ٤٢٥).
(٢) في الأصل: عن مسلم بن موسى عن الزهري، وفي منهاج الوصول: ما رواه ابن جريج عن مسلم بن أبي موسى عن الزهري، وهو على ما أثبتناه في: سنن الدارمي (٢/ ١٨٥) رقم (٢١٨٤)، وسنن الترمذي (٣/ ٤٠٧) رقم (١١٠٢)، وسنن ابن ماجه (١/ ٦٠٥) رقم (١٨٧٩)، ومسند أحمد (٦/ ١٦٥) رقم (٢٥٣٦٥)، وصحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان (٩/ ٣٨٤) رقم (٤٠٧٤)، والمستدرك (٢/ ١٨٢) رقم (٢٧٠٦)، ومسند الشافعي (٢٢٠)، وسنن أبي داود (٢/ ٢٢٩) رقم (٢٠٨٣).
وهو في هذه كلها بالسند عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري ... إلخ.
والموجود أيضاً في كتب الرجال هو سليمان بن موسى أبو أيوب الدمشقي الأشدق، عن عطاء ونافع والقاسم وغيرهم. وعنه: الأوازعي، وابن جريج، وثور بن يزيد، وآخرون. توفي سنة تسع عشرة ومائة. انظر الجداول (خ).
(٣) الزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيدالله بن شهاب بن عبدالله بن الحارث بن زهرة الزهري القرشي، أبو بكر المدني.
قال الإمام المؤيد بالله (ع): هو في غاية السقوط، قال: وقد روي أنه كان أحد حرس خشبة زيد بن =