صفوة الاختيار في أصول الفقه،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مسألة: [الكلام في ترجيح الخبر بعمل الأكثر]

صفحة 224 - الجزء 1

  هلال شوال أقوى من الشهادة على هلال رمضان، وأوجب في شهادة رمضان واحداً وفي شهادة شوال اثنين، فاعتبر القوة بزيادة العدد، فمن هناك قلنا يجب أن يكون ذلك مذهبه.

  وكان شيخنا ¦ يعتمد ما ذهب إليه الأكثر، ونحن نختاره.

  والذي يدل على صحته: أن الواجب في الأخبار التي لا يحصل فيها العلم العمل على غالب الظن، ولا شك أن كثرة المخبرين تقوي الظن، وهذا يجده الإنسان من نفسه إذا أخبره من يثق به وانضاف إلى ذلك خبر ثاني ثم ثالث أن ظنه لصحة ذلك الخبر يكون أقوى، ثم كذلك ما زاد العدد ازداد الظن قوة حتى ينتهي إلى قدر مخصوص يجب عنده حصول العلم لا محالة.

  ولأن الصحابة كانوا يحتاطون في الأخبار بكثرة العدد من غير مناكرة بينهم في ذلك كما روي عن عمر في خبر الإسنان⁣(⁣١)، وأبي بكر في خبر الجدة، فلولا أن لكثرة المخبرين مزيّة لكان طلبهم لزيادة العدد عبثاً قبيحاً ممن فعله وسكوت الباقين قبيح أيضاً؛ لأنهم أقروا على القبيح، وذلك لا يجوز لما يأتي بيانه معللاً في باب الإجماع إن شاء الله تعالى.

مسألة: [الكلام في ترجيح الخبر بعمل الأكثر]

  فأما إذا عمل أكثر الصحابة على خبرٍ وعابوا على الأول؛ فإن شيخنا ¦ كان يرجح ما عليه الأكثر، قال: لأن الظن لصحة ما هم عليه أقوى.


= حنيفة يدعو إليه سراً ويكاتبه، وكتب إليه ... إلى قوله: فظفر أبو جعفر بكتابه فستره وبعث إليه فأشخصه وسقاه شربة فمات منها، ودفن ببغداد، انتهى.

عده من العصابة الزيدية: الإمام الحجة عبدالله بن حمزة @. مات | في رجب سنة خمسين ومائة.

انظر: لوامع الأنوار (١/ ٤٥٠)، والإفادة في تاريخ الأئمة السادة (٦٣)، والجداول (خ).

(١) أي خبر: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب ... إلخ) لما رواه له عبدالرحمن بحضرة الجماعة، فعمل به. انتهى.