السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدته في الشوق إلى الجوف]

صفحة 170 - الجزء 1

  وَلَكِنِّي وَصلَتُ إلَى قَبِيلٍ ... شَرِيفِ الفِعلِ من عَرَبٍ صَرَاحِ⁣(⁣١)

  فَلَبُّوا دَعوَتِي وَمَضَوا لِأمرِي ... ولَم يَتَنَهنَهُوا من لَحْي لاَحِي⁣(⁣٢)

  وَلَكِن كَسَّرُوا الأسيَافَ قِدْمَاً ... بِعَزْمٍ مِن قُلُوبِهِمُ الصِّحَاح

  سَمَوْتُ بِهِم إلَى جَرَعٍ نَهَارَاً ... فَآبُوا بِالمَسَرَّةِ والنَّجَاحِ⁣(⁣٣)

  وَأَمسَى سَاكِنُوهُ لَنَا أُسَارَى ... نُصَرِّفُهُم كَسَائِمَةِ الأضَاحِي

  وَكَانُوا فِي قَرَارَةِ مُشمَخِرٍّ ... رَفيعِ الطَّودِ مُمتَنِعِ الصَّبَاحِ⁣(⁣٤)

  وَخَامِلَةٌ أجابُوا رَجعَ صَوتِي ... إلَيهَا بِالأسِنَّةِ والصِّفَاحِ⁣(⁣٥)

  بِخَرسَاءَ يَدُبُّ المَوتُ فِيهَا ... مُكَلَّلَةٍ بِفتيَانِ الصَّبَاحِ⁣(⁣٦)


(١) القبيل: الزوج والجماعة من الثلاثة فصاعداً من أقوام شتى، وقد يكونون من نجر واحد، وربمَا كانوا من بني أب واحد. والصَّراحُ والصِّراح والصُّراحُ: بالضم والفتح والكسر، وهو أَفصح: المَحْضُ الخالصُ من كل شيء.

(٢) النهنهة: الكف، تقول: نهنهت فلاناً، إذا زجرته فنهنه، أي كففته فكف، أصله من النهي.

والملاحاة: المنازعة والمشاتمة والتعنيف.

(٣) جَرَع: حصن مشهور مَا بين تاج الدين وبلاد عفار.

(٤) ممتنع الصباح: أي الغارة، لارتفاعه يعجز غازيه عن الغارة عليه.

(٥) خاملة: حصن منيع جداً وهو المسمى بكحلان، وكان ذلك: إن الإمام # أمر الأميرين الفاضلين محمد بن الناصر، وصفي الدين محمد بن إبراهيم إلى ذلك الحصن، وفيه رتبة للسلطان علي بن حاتم اليامي، وَلَمْ يكن يخطر ببال أن أحداً يأخذه قهراً، فلمَا استقر الصباح نهض الأميران بمن معهمَا ووقع الحرب، فطلعوا الحصن على عيدان صعبة، فأمنوا أهل الحصن، فاستولى الإمام وجنده على حصن خاملة (التحفة العنبرة - خ -).

(٦) كتيبة خرساء لا يسمع لَهَا صوت لوقارهم فِي الحرب أو صممت من كثرة الدروع ليس لَهَا قعاقع. وفتيان الصباح: رجال الغارة.