[توجه الأمير بدر الدين إلى نجران وبقاء صنو الإمام لإصلاحها]
  وكان قدومه إليه يوم الجمعة، فتكلم مع الناس بعد الثناء على الله، والشكر له، والصلاة على نبيه ÷ بما فتح الله تعالى، من إقامة الحق في البلاد، ومبادرة الخلق إلى الطاعة، وما وقع من المصالح في تلك النواحي واستحكام الأمر.
  قال القاضي أيده الله: روى لي الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة قال: لقي الأميرُ الكبيرُ شمس الدين في سفره ذلك من التعب والنصب ما لا مزيد عليه حتى ورمت قدماه من التعب، وكلما أصابه ألم قال: (اللهم إن هذا في سبيلك وطلب رضاك)، ومع ذلك ما يزداد إلا رغبة وشدة في طاعة الله، وحض الناس على خدمة الإمام وطاعته واتباع أمره، وتعريفهم ما في ذلك من الثواب الجزيل.
[توجه الأمير بدر الدين إلى نجران وبقاء صنو الإمام لإصلاحها]
  وبلغ إلى الأمير الكبير أن اليهود بنجران عمروا شيئاً من الكنائس التي قد كان الإمام أمر بهدمها وذلك برضا قوم من أهل الوادي، فأمر الناس بالتأهب للخروج، وأمر صنوه بدر الدين محمد بن أحمد إلى بلاد الأبقور وبني جماعة ليقود العسكر من هنالك، وذلك بعد وصوله من راحة، وطلبه لقود الخيل وكانت قد أصابتهم حطمة شديدة فلم يتأت له شيء من ذلك، فتقدم إلى خولان، وتقدم الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة إلى بلاد شاكر ليزهب(١) أهلها للمخرج، ووقع الميعاد لثامن ذلك النهار، فاجتمع العسكر بصعدة من بلاد خولان.
(١) يزهب: التزهيب هو التجهيز والإعداد.