السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة من الشيخ أحمد الضميمي من مذحج إلى الإمام (ع)]

صفحة 560 - الجزء 1

  وأُبتُم وكم من كارِهٍ لإيَابِكُم ... وراضٍ بمَا أسْلفتموه وغاضِب

  وملآن مِن ضغنٍ كوَاهُ صُعُودكم ... إلى ذَروةٍ للمكرَمات وغارِب

  بَسَطتُ لهُ فِي القول ثم جذبتُه ... وكُنْتُ امرءاً يلقى الهوانَ مُجاذبِي

  فخَرَّ على حُرِّ الجبين كأنَّهُ ... لَدِيغُ أفَاعٍ أو تَرنُّحُ شَارِبِ⁣(⁣١)

  ولله ألطافٌ لَدَيّ خفيّةٌ ... بإدراك ثاراتي وكبْتِ مُحَارِبِي

  وكم غُمّة مِلء الجوانح حَلَّها ... وأذهبها مِن دُون صرّة حالب

  أرى النّاسَ أشباهاً ويَفْرُقُ بينهم ... تبايُنهم فِي عَزْمهِمْ والمطالب

  رُوَيدكُمَا لا بُدّ من يوم حادثٍ ... على الضّد يستَمْري شؤون النّوَادِب

[قصيدة من الشيخ أحمد الضميمي من مذحج إلى الإمام (ع)]

  ووصل هذا الشعر من الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الأعلى الضميمي من بلاد مذحج:

  متى نُعِلُّ نواحي البُّتَّكِ الخُذَمِ ... بين الخميسين واللبات والقمَمِ

  متى نُجردها كالملح صافية ... بيضاً ونَغْمِدُهَا مصبوغةً بدَمِ

  متى أرى أسلاتِ العُربِ مُشرِفةً ... مما تسيل عليها أنفسُ العَجَمِ

  فتستقي عِلَقَاً من بعدما صَدِئَت ... دهراً وتشفِي غليلَ المجدِ والكرَم

  من كل ركس سفيه الرأي ليس له ... في المجد من قَدَمٍ صِدْقٍ ولا قِدَمِ

  ما بال دهري لقد أنكرت حالته ... أكل أيامه في الأشهُرِ الحُرُمِ

  ما لي أرى جمراتِ الحربِ ليس لها ... في ظلمة الخَطْبِ من ضوءٍ ولا ضَرَمِ

  وقد تَلَفَّتُ في قيس أُحَرِّضُها ... قومي وما كنتُ في قَيْسٍ بِمُتَّهَمِ


(١) الترنح: تمزُّز الشراب.