[جواب الإمام (ع) على كتاب لوردسار أرسله إلى السلطان هلدري]
[جواب الإمام (ع) على كتاب لوردسار أرسله إلى السلطان هلدري]
  وقد كان وصل من وردسار كتاب إلى السلطان هلدري يعتب عليه ويناقده، ويذكره نعم بني أيوب عليه، ويعرض عليه المال وإقطاع البلاد، والرجوع إلى طاعة إسماعيل، فأمر بالكتاب إلى الإمام # يسأله رد الجواب عنه فأجاب الكتاب بهذا الجواب:
  
  انتهى الفهم إلى ما ذكرت في كتابك من النصيحة، ولا شك أنك إن كنت جهلت فأنت معذور، وإن علمت فأنت غار مغرور، فيا سبحان الله العظيم كيف تدعونا إلى الخروج من طاعة ولد الوصي، وسلالة النبي، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، وأنت على ذلك من الشاهدين.
  وأما ما ذكرت من إحسان آل أيوب إلينا فإحساننا إليهم أكثر، أعطيناهم ديننا وأعطونا دنياهم، فالذي أخذوا منا خير من الذي أخذنا منهم.
  وأما قولك: إن السلطنة لهم، فالله تعالى مالك الملك يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ونحن نطلبه من الذين أعطاهم.
  وأما قولك: سودت وجوه الأكراد، فإن قلت ذلك لخوف وتقية، فأنت معذور، وإلا فكيف سودت وجوه الأكراد وأنا رفعت ذكرهم، وأعلنت أمرهم، ووصلتهم بعترة نبيهم ÷، وقد تَفَنَّوا في القفار، وطرحوا في البحار، فجمعتهم من تحت كل كوكب، تحت راية حق من خفقت على رأسه لم تطعمه النار، فإن قبلت النصيحة فأقبل على الرحب والسعة، إلى خير الدنيا