السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام # إلى جكو بن محمد في وقعة بني الفتوح]

صفحة 312 - الجزء 1

[قصيدة الإمام # إلى جكو بن محمد في وقعة بني الفتوح]

  ومما قاله # بصنعاء، [إلى جكو بن محمد وقد خرج إلى مشرق بني أبي الفتوح، فكره قوم منهم الإنقياد للأمر، فأوقع بهم جكو وقعة عظيمة، فكتب إليه # هذا الشعر]⁣(⁣١):

  يَا لاَئِمِي فِي مَقَالِ الحَقِّ لَا تَلُمِ ... الحُكمُ للسَّيفِ لَيسَ الحُكمُ لِلقَلَم

  إِنِّي أَبِيتُ قَلِيلَ النَّومِ أَرَّقَنِي ... قَلبٌ تَقَلَّبَ من هَمٍّ إلى هِمَم

  لَيسَ الفَتَى مَن يَنَامُ اللَّيلَ مُنهَمِكَاً ... يُفَرِّحُ النَّفسَ بِالطَّارِي مِن الحُلُم

  لَكِن فَتَى النَّاسِ مَن أَمسَى وَهِمَّتُهُ ... فِي مِنبَرِ المُلكِ لَا فِي الشَّاءَ وَالنَّعَم

  إِنِّي هَزَزتُ حُسَامَاً صَارِمَاً ذَكَرَاً ... يَفُلُّ فِي الرَّوعِ حَدَّ الصَّارِمِ الخَذِمِ⁣(⁣٢)

  صَمْصَامَةً ذَكَرَاً تَمضِي مَضَارِبُهُ ... لَا يَسأمُ الحربَ إنَّ العَجزَ فِي السَّأَم

  بَحرٌ مَتَى يَرضَ يَملَا الأرضَ نَافِلَةً ... وإن تَغَطمَطَ غَطَّى وَجهَهَا بِدَمِ⁣(⁣٣)

  فِي عُصبَةٍ وَهَبُوا للهِ أنفُسَهُم ... غَطَارِفٍ من حُمَاةِ العُربِ والعَجَم

  مَا أنسَ لَا أنسَ فِي صنعَا مَوَاقِفَهُم ... والجَيشُ كالبَحرِ حَامِي الظَّهرِ مُلتَطِم

  يَقُودُهُم مَاجِدٌ حُلُوٌ شَمَائِلُهُ ... عَلْيَاهُ أشهرُ من نَارٍ علَى عَلم

  أَبُو المُظَفَّرِ أَعلَى النَّاسِ مَرتِبَةً ... وأضرَبُ النَّاسِ يَومَ الرَّوعِ لِلْبُهَمِ⁣(⁣٤)


(١) ما بين القوسين من مجموع الرسائل والأشعار.

(٢) الصارم: السيف القاطع. والذكر: السيف الحديد من الحِدَّة. والخذم: السيف القاطع.

(٣) المراد بالبحر في البيت: الرجل الكريم، والنافلة: العطية والهبة، الغطمطة: اضطراب موج البحر، وهو كناية عن الغضب.

(٤) يعني أخاه عماد الدين أبا المظفر، يحيى بن حمزة بن سليمان، تقدمت ترجمته.

=