السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كلام الأمير شمس الدين وكلام الإمام (ع) فيما جرى بين أهل الجوف]

صفحة 452 - الجزء 1

  من آل هاشمٍ الغرِّ الجحاجِحِ ما ... زالوا نظاماً لشمل الدين مُذْ كانُوا

  مَنْ جَدُّهُ الأقدَمُ الأعلى نبيُّ هدى ... وجَدُّهُ الأقربُ الأدنى سليمانُ

  ذاك ابنُ حمزةَ عبدُ اللهِ نورُ هدى ... به المكارمُ والعلياءُ تزدَانُ

  فلا عدمنا إماماً من بني حسن ... فإنهم لملوك الأرض تيجَانُ

  تَسْتَعْبِدُ الناسَ منهم حُسنُ سِيرَتِهِم ... وطالما استعبَدَ الإنسانَ إحسانُ

[كلام الأمير شمس الدين وكلام الإمام (ع) فيما جرى بين أهل الجوف]

  ووصل عزان بن فليتة وجحاف بن حميدان وعلي بن هديان وشبيب بن هشام وفيصل بن يحيى إلى الندي وجماعة من أصحابهم للميعاد والفصل فيما بينهم.

  فتكلم الأمير الكبير شمس الدين وقد اجتمع قوم كثير فقال:

  أنتم يا بني منبه سلاطين البلاد، ومن يرجى للقيام والجهاد، والمعونة في الأمور المهمة، واعلموا أن مولانا الإمام # يحبكم خاصة دون غيركم، ويريد تغطيتكم، والصلاح بينكم وأنتم تتسرعون بالشر وإهلاك بعضكم لبعض، وهو يحفظ لكم الجيرة، وقديم الصحبة والألفة، فاحفظوا أنفسكم، والله الموفق لنا ولكم.

  ثم تكلم الإمام # على إثر كلامه فقال:

  إنا نعيد خَبَراً، والصلاة على محمد وآله، قد تكلم هذا الأمير فلم يدع للكلام مجالاً، وأنتم معنا بين ثلاثة أمور لا رابع لها:

  إما أن تعطوا أنفسكم وتصلحوا ذات بينكم، فما نريد إلا الإصلاح.

  وإما أن تفترقوا فنكون إلباً على الباغي منكم، والله المستعان.