السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[السلطان هلدري وغزواته في الظاهر وبداية النكث منه]

صفحة 605 - الجزء 1

  حاربناه، وإن كان تحت حوزتنا عاقبناه بعد أخذها منه غير مأجور، ومن سب إماماً من أئمة الحق فسق، ومن سب نبياً من أنبياء الله $ كفر، ونحن شهداء الله على الخلق، والرسول شهيد علينا، ولله علينا أن ننصحه، ونجاهد فيه حق جهاده، ولنا عليهم أن يطيعونا⁣(⁣١)، ونحن فروع شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، فمن استظل بظلها فاز وغنم، ومن فارقه خاب وندم، والسلام [عليكم ورحمة الله]⁣(⁣٢)، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

  ثم أمر ولي المقتول فضرب عنقه.

[السلطان هلدري وغزواته في الظاهر وبداية النكث منه]

  قصة السلطان هلدري وغزواته من الظاهر، وتقدمه بعد ذلك إلى الذنائب، وغزوه تهامة، وما يتلو ذلك من وصول الأمير وردسار، وما يتصل بذلك من الحوادث والفتوح

  استدعاه الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة للغارة إلى (نَشَّان⁣(⁣٣)) وقد بلغه استمرارهم على الفساد، وشرب الخمر، والامتناع من تأدية ما يجب عليهم من حقوق الله تعالى، وقد كانت حسنت طاعتهم بعد أخذ حصن (العادي⁣(⁣٤))، وذلك أنه حط عليه في عسكر وأقام حاصراً له خمسة أيام حتى أظهره الله عليه، وولى فيه الشريف علي بن إبراهيم فأطاعت تلك الجهات الغربية، ونفذت فيها


(١) في نسخة مجموع الرسائل والأشعار: وللأمة علينا أن تطيعنا.

(٢) ما بين القوسين من نسخة من مجموع رسائل وأشعار للإمام #.

(٣) نشان: تطلق على مدينة قديمة من بلدان دولة معين في الجوف، ولعلها بالقرب من البيضاء، ولعل المراد هنا أنها منطقة بالقرب من عمران، لذكره لها في سياق ذكر العادي.

(٤) العادي: حصن في ناحية السود، قضاء عمران.