السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

ذكر سماحته وجوده #

صفحة 78 - الجزء 1

ذكر سماحته وجوده #

  وذلك ظاهر مشهور من شيمه، يعرفه البعيد والقريب، حتى صار ذلك له نعتًا وصفة، يعطي الأموال الجزيلة، ويهب الخيل المسومة، ويقصده الناس حيث كان من كل جهة، منهم من يطلب العطية، ومنهم من يريد الإقامة، ومنهم من يريد الضيفة، ومنهم من يريد قضاء الحوائج، فيقابل جميع من يصل إليه بالبشر والبشاشة، وحسن الخلق، ولين الجانب، وينبسط للسائل والوافد انبساط الوالد الشفيق، والأخ الشقيق، ولا يزال مبتسماً في وجه كل طالب فيقضي لكل منهم حاجته، ويصل السائل بما يمكنه، ولا يسأل المقيم عن إقامته، بل قد يأتي يطلب الإذن بالتقدم فيأمره بالإقامة مع استمرار الإنفاق عليه والقيام بحقه، ولقد كان # إذا وفد عليه الوافد والسائل فيقف مدة طويلة على الإكرام والإنصاف، فإذا عزم على الانصراف حمل أحواله بالعطية الجزيلة والكسوة السنية، ومنهم من يحمله على فرس وكسوة على قدر ما يراه من استحقاقه، وعلى قدر الإمكان.

  وما انقطع مناديه في نصف النهار وعتمة الليل: ألا مَن بقي يطلب الغداء يا معاشر الخلق، وكذلك للعشاء إلى أن لحق بربه ما ترك يوماً واحداً إذا كان في مستقره وعند أهله، وهذا مشهور الحال.

  وكذلك: فإن من وصل إليه من الشرفاء من الحجاز فإنه ركبهم الخيل الجياد، فأما من هو واقف بين يديه من الشرفاء والأجناد فإنه قد يركب في اليوم الواحد الأربع من الخيل أو الخمس، وتأتيه الأموال الجزيلة في الأوقات المختلفة من