السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[دعاء الإمام #]

صفحة 161 - الجزء 1

  وابنةَ المُرسَلِ فَطْمَاً أُمَّنَا ... من غدتْ خيرَ نساءِ العالَمِينْ

  لَم يُفِظْ حَتَى أتاه رُوحُهُ ... ببشارَاتٍ ورَيْحَانٍ ثَمِينْ

  قالتِ الخيرُ لكم فِي دَارِكُمْ ... فادخلُوهَا بِسلاَمٍ آمِنِينْ

  فلما قتل ¥ انكسر العسكر جملة وحقت الهزيمة فيهم، ولم يقع من العدو تحقيق، لما كان قد دخلهم من الرعب.

  وكان الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم في جماعة الشرف الأيسر فقاتلوا قتالاً شديداً حتى تخلص الناس على حمية، وعادوا إلى قرية صبرة.

[دعاء الإمام #]

  وعظم الخطب، وكثر الرعب، وأزعجه أصحابه، فقال #: (الآن وقع الثبات، ولزم فرض الوقوف حتى يحكم الله لنا وهو خير الحاكمين)، وفزع إلى الله تعالى ودعا دعوة عجلت إجابتها على عسكر الظالمين حكاها لأصحابه، وهي قوله: (اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء)، فلقد اجتمع ذلك العسكر ثم انفض كما شاء الله، وتعطل الحصن بغير حرب ولا قتال، ومضوا لا يلوي أحد على أحد، ولقد أخبر بعض من لحقهم في هزيمتهم وهم يرمون بشيء من سلاحهم من غير شيء، وكان ذلك آية.

  وراح بنو شاور فحيزوا وعطلوا جبلهم، فجاء إليه أصحابه وقالوا: نطلع عليهم الجبل ونقتلهم، فقال: إن كان يمكنكم لزم الجبل، وكف أيدي الناس عن القرى وأخذ أموالهم، حتى نأخذ القوم بكتاب الله وسنة رسوله ÷.

  فقال له محمد بن الناصر: ما هذا ممكن، فقال: لا حاجة لي في ذلك.