السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتب الإمام (ع) إلى أهل مأرب بالأذان بحي على خير العمل]

صفحة 581 - الجزء 1

قصة مأرب وبيحان وما يتبع ذلك

  كان الإمام # قد قدم إليهم كتباً يدعوهم إلى الطاعة، ويأمرهم بالوصول، فوصل منهم جماعة، إلى براقش في شهر المحرم لسبع عشرة ليلة خلت منه، وأظهروا الطاعة والامتثال، فأمر إليهم الشريف الأمير علي بن موسى العباسي لقبض الحقوق من الزكوات وأخماس الملح وجزية اليهود وغير ذلك، وأمر الشريف الفضل بن علي بعده بإقامة الجمعة، والأذان بحي على خير العمل، فامتنعوا من ذلك، وعظم عليهم فقيهٌ كان عندهم الأمرَ فيه مع جهلهم وقلة معرفتهم، فلم يساعدوا إلى ذلك وطلبوا المسامحة فيه، فلم يجدوا عند الإمام # إلا شدة وغلظة في الأذان، ولم يقبل منهم دونه شيئاً.

[كتب الإمام (ع) إلى أهل مأرب بالأذان بحي على خير العمل]

  وكتب إليهم كتاباً فيه:

  

  أما بعد، فإنه بلغنا أن أموركم على غير نظام، وأنكم ماضون على الخطبة لبني العباس، ولا تجوز الإمامة والخطبة إلا لمن قام مقام رسول الله ÷ في الدعاء إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتطهير نفسه وأجناده من الفساد والمعصية، وأنتم من أمركم في الغالب على غرور، وقد شاهدتم أفعالنا وما نحن عليه أولاً وآخرًا.

  وبعد: فنحن عترة رسول الله ÷ وخزان علم الله وورثة كتابه، وكذلك أذاننا هو أذان رسول الله ÷ وأذان أبي بكر بعده،