السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتاب الإمام # إلى قتادة بن إدريس مع مفرح ونمير]

صفحة 499 - الجزء 1

  تؤم زبيد وأعمالها ... وترقى تعز وتلك الجبالا

  وتأتي المشيرق من مشرق ... ومن أرض سنحان تأتي أزالا

[كتاب الإمام # إلى قتادة بن إدريس مع مفرح ونمير]

  ولما عزم الشريفان مفرح ونمير ابنا حسين بن ثابت على المراح إلى مكة حرسها الله وسألا الإمام الفسح، جمل أمورهما، وأجزل عطيتهما، وأعطاهما من التفاصيل الحريرية والفوط لأهلهما، وأمر معهما بجواب كتاب كان وصل في الموسم من الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس أنشأه في الحال، مع كثرة الأشغال، وهو:

  

  من عبد الله، المنصور بالله، أمير المؤمنين، عبد الله بن حمزة بن سليمان ابن رسول الله ÷.

  سلام عليك أيها الأمير الأثير الكبير الموفق.

  فإنا نحمد إليك الله الذي عرفنا معالم دينه، وجعلنا وإياك من ذرية نبيه ÷، وهدانا وإياك إلى سلوك منهاجه، أما بعد:

  فإن الدنيا دار غرور لمن اعتر بها، دار نصح لمن استنصحها، فكم واثق بها قد خدعته، وساكن إليها قد صرعته، وذي تاج فيها قد أكبته لليدين والفم، سلطانها دول، وصفوها كدر، وحيُّها بعرضِ موت، وصحتها بعرض سقم، فنوصيك وأنفسنا بتقوى الله العظيم الذي يرى ما أظهرنا، ويعلم ما أسررنا، ويجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويحزي الذين أحسنوا بالحسنى، وإنا قد كنا وإياك قليلاً فكثرنا الله، وأذلاء فأعزنا، ومستضعفين في الأرض فقوانا، ومكننا لغير حق وجب لنا عليه، ولا