السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قدوم الشيخ المكين عزان بن سعد المذحجي على الإمام #]

صفحة 251 - الجزء 1

[قدوم الشيخ المكين عزان بن سعد المذحجي على الإمام #]

  وممن وفد إلى الإمام # إلى براقش: الشيخ المكين، عز الدين، سيف أمير المؤمنين، عزان بن سعد بن عزان الحبيشي المذحجي، وهو رئيس قومه والمقدم في عشيرته، وكان ملتزماً بأسباب الدين، شديد البحث عن الأدلة والبراهين، قوي النظر، وكان الغالب على أهل بلاده مذهب الجبر، وكان أبوه في بدئ الأمر على رأيهم فخرج إلى مذهب الزيدية بعناية الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان بن الهادي إلى الحق # فنشأ على طريقة أبيه، فانتشر المذهب في تلك البلاد وتقوى أمره، وعزم على الحج في تلك السنة وجعل طريقه عند الإمام #، فكان وصوله سبباً لتقوية الدين، وعز المسلمين، وبايعه الإمام # فبايع، وسمع وأطاع، وبذل من نفسه الجهاد في سبيل الله، وعلم أن فرض الجهاد أوجب من الحج، ووقف في جملة الإمام، رغبة في الجهاد، وما فارقه حتى وصل إلى كوكبان، وأمره بالتقدم إلى بلاد مذحج من هنالك في شعبان من سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وكان يخشى عليها بعده من الغز؛ لأنه كان قد حاربهم في مواقف كثيرة حتى صارت له هيبة عظيمة عندهم، وكان يجيد الرمي بالنشاب، ويقتدر في اقتداراً عظيماً، وكذلك جماعة من أصحابه، ولم يكن أحد يقتدر في الرمي مثل اقتداره، حتى أنه غزاهم قوم من الغز على بغتة بعد طلوع الفجر وهو يتوضأ في موضع فوقع القتال بينهم فقتل من الغز خمسة بالنشاب، فرجعوا على أعقابهم منهزمين، فلما تقدم إلى البلاد ثبت اعوجاجها، وقبض خراجها، وجمع منها الأموال الجليلة، وملأ منها بيوت المال، وكان يأمر بالذهب والفضة جملاً كثيرة، وما كان يمنعه في بعض