[قصيدة الإمام يشكر عزان وقومه ويثني عليهم]
  السيوف، وأعطى الله النصر على أعدائه البغاة، فقتل منهم في تلك الوقعة خمسون فارساً وانهزم الباقون من المحطة أشر هزيمة والسيف فيهم، وتغنم العسكر المنصور المحطة بما فيها، ووصلت الكتب بالأخبار مفصلة إلى الإمام #، لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رجب المعظم، من شهور سنة سبع وتسعين، فالذي حكوا أنهم أخذوا من الخيل قلايع، ومن مرابطها مائة وعشرين فرساً، ومن الإبل خمسمائة، ومن البغال مائتين، ومن الآلات والدروع والبيض والذهب والفضة ما لم ينحصر عدده، ومائة خيمة كانت في محطتهم، وكان فتحاً عظيماً.
  فلما حازوا الغنائم أمر الشيخ عز الدين عزان بن سعد في العسكر بمنادٍ بتسليم الأخماس فسلمت إليه على أوفاها، وأمر بحفظها حتى ورد أمر الإمام #.
[قصيدة الإمام يشكر عزان وقومه ويثني عليهم]
  وأنشأ هذا الشعر وما أمر به من الجواب يثني عليهم ويشكرهم على ما كان من النصر على أيديهم:
  كمَا جَاءَنَا عَنكُم تَكُونُ الوَقَائِعُ ... ويَطمعُ فِي العلياءِ مَنْ هُو طَامِعُ
  وبِالكَرِّ دون الفَرِّ يُلْتَمَسُ العُلَى ... وتَزدَادُ طُولاً بالندَاءِ الصَّوَامِعُ
  أَتَانِي ورحلِي فِي برَاقِشَ وَقعَةٌ ... يَشيِبُ لَهَا فِي الظَّالِمِينَ الرَّوَاضِعُ
  لِمذحِجَ حَيَّا اللهُ أحيَاءَ مذحِج ... سَقَت أرضَهَا وَطَفُ الغَمَامِ الهَوَامِعُ(١)
  أَجَابُوا نداءَ الحقِّ واقتبسُوا الهُدَى ... فنُورُهُمُ بينَ البَرِيَّةِ سَاطِعُ
  سيوفٌ لأهلِ البيتِ بيضٌ قَوَاطِعٌ ... تُقَصِّرُ عنهنَّ السُّيُوفُ القَوَاطِعُ
(١) الوطف: إنهمار المطر.