السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتاب الإمام إلى وادعة في نجران في خلافهم على أرض]

صفحة 599 - الجزء 1

[كتاب الإمام إلى وادعة في نجران في خلافهم على أرض]

  ووصل كتاب من القاضي عبد الله بن معرف وهو المتولي أمر القضاء بنجران يذكر أن قوماً من وادعة أرادوا إثارة أرض وعمارته، ووقع بينهم حرب وفرقة شديدة، فكتب # إليهم هذا الكتاب:

  

  وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم

  سلام عليكم، فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله لنا ولكم الهداية والرشاد.

  أما بعد: فإن نعم الله سبحانه على أمير المؤمنين متضاعفة، وأياديه لديه مترادفة، فما نجم في دعوته العادلة المنصورية قرن إلا قطعه، ولا ارتفع باغي ضلالة إلا وضعه، ولا تمرد جبار إلا قصمه، ولا جاهر عات إلا حطمه، فأوجبت هذه النعم وما لا يحصى سواها عدة إنعام النظر في صلاح هذه الأمة، وحسن التدبير في مرافق الرعية، التي استرعاه سبحانه حماية حوزتها، ورفع الأيدي الظالمة عنها، ثم كان هذا الحي من وادعة من أحسن أحياء العرب لأمير المؤمنين طاعة، وأثبتهم مودة، وأخفضهم جناحاً، وأقلهم جماحاً، وأظهرهم صلاحاً، فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون، فبلغنا أنهم شمروا لإثارة الفتنة، وقشع غمام العافية، وتمزيق جلباب السلامة، وارتضاع فتنة، قد فطم الله بعناية أمير المؤمنين لاهجها، وإيقاد نار قد أخمد الله بماء عدله واهجها، فيا خيبة الداعي إليها إلى ما دعا، ويا شقوة المستجيب له إليها إلى ما استجاب، متعرضاً