[وصول شهاب إلى بيت الجالد وانهزامه]
  وأمر إلى صنوه الأمير صارم الدين إبراهيم بن حمزة إلى الجوف بأن يصل في الخيل التي هناك، فوصل في قدر أربعين فارساً، وأتى الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة في عسكر، والأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم في عسكر أيضاً.
[وصول شهاب إلى بيت الجالد وانهزامه]
  وكان الإمام # يريد غزاة نجران فجاء الخبر بأن شهاباً الجزري قد صار في بيت الجالد في خمسمائة فارس، ومعه السلطان بشر بن حاتم يريدون جهة الظاهر، فنهض # بمن اجتمع من العسكر في الحال إلى أثافت.
  ولما علم أهل الجوف بشهاب وقربه لم يقدروا على الإقدام إلى أثافت وراحوا على وجه الهزيمة.
  وأمر الإمام # الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم في بعض العسكر، ونهض على إثره السلطان هلدري بن أحمد فحطوا في جبل ضحيان(١) في مقابلة شهاب، فأمسوا ليلتهم وأوقدوا النيران في الجبال، فاضطربت أحوال شهاب وعسكره وأرجف عليهم المرجفون فرجعوا إلى صنعاء.
  وبقي الإمام # بأثافت شهوراً متوالية، والغز في البون في القوة، ومادتهم قريبة من صنعاء وشبام وأعمالها.
  قال مصنف سيرته #: وسمعته يقول بعد التقدم من أثافت: (ما علمت أني نزعت ثيابي من جسدي في ليل مدة الإقامة بأثافت، خوفاً من مفاجأة العدو وأنا على غير أهبة، وما زال سيفي ضجيعي ودرعي وسادي).
(١) ضحيان: قرية من حاشد من بلد الكلبيين على مقربة من ريدة.