السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

قصة شهاب وأسره وحرب براش والمحطة عليه

صفحة 343 - الجزء 1

قصة شهاب وأسره وحرب براش والمحطة عليه

  بلغت إلى الإمام # شوايع بأن شهاباً قد حط على المدينة وضيق على أهلها، فنهض من ذمار يوم الثلاثاء لعشرين ليلة خلت من ربيع الأول من سنة أربع وتسعين، بالغنائم العظيمة، وسار العسكر نهارهم وليلتهم، وحط بهم تحت جبل كنن في آخر الليل، فلما أصبح نهض مبادراً إلى صنعاء فحط السلطان قريباً من علب⁣(⁣١)، وقد أصاب العسكر كلال من التعب والسهر، وتقدم الإمام # - بعد أن طلب استنهاض بعض العسكر فتثاقلوا لما قد لحقهم من النصب -، فسار في أنفار قليل من أصحابه، فلما دنى من الباب وعليه العدة والسلاح لم يعرفه أهل المدينة ولم يفتحوا له، حتى عرَّفهم بنفسه وحسر البيضة عن رأسه، فتبادروا لفتح الباب، وأقبلوا إليه من كل جهة مسلمين عليه، ومستبشرين بما فتح الله على يديه.

[موقف الفقيه ابن شبيب في منع شهاب من دخول صنعاء]

  وقد كان جماعة - ممن يحب الفساد منهم - لما وصل شهاب في الخيل التي صدر بها من ذمار أشاروا بفتح الباب له وفرحوا بوصوله، فغلب على الرأي مشايخهم وأهل الدين منهم، وكان الفقيه الفاضل أبو القاسم بن شبيب الخشني قد جعله الإمام # القائم بالخطبة وصلاة الجمعة بالمدينة، فلما رأى


(١) علب: هو حمراء علب: وهو جبل في السفح الجنوبي لجبل نقم.