السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قدوم الصعيب اليامي مطيعا والأخذ بثأر الأمير علي بن المحسن]

صفحة 596 - الجزء 1

  أسعد اليمني لإقامة الجمعة، وإنفاذ الأحكام والقضايا الشرعية، وعهد إلى علي بن موسى أن يرجع إليه فيما يحتاج إليه من الأمور الشرعية، وأن يعمل في أموره وما يجهله بما يأمره به القاضي، ويرجع إليه فيما لا غنى عنه، فمضت الأحكام، وأقيمت الجمع، وسلمت الحقوق الواجبة، وانسلكت الرعايا في منافعها، وأمنت السبل إلى صعدة من كل جهة، حتى صار الواحد والاثنان يسلكان المقاطع - التي كانت تختلس فيها الأرواح بين شياطين الأعراب - ما يسأل عنهم أحد، إلا في النادر بالخفية، مع القحط وغلاء الأسعار، في مدة إقامة الإمام بصعدة وقبلها.

  وأقبلت البلاد بخراجها فاشترى # في هذه المدة مع النفاق الكثير لمن يفد إليه من البلاد القاصية والدانية خمسين فرساً.

  وكان بين أهل صعدة قتول وشرور فلم يأنس بعضهم إلى بعض لما تقدم بينهم من الحروب، وطلب آل الزيدي الانعزال إلى أحد الدربين، والانفصال عن الحدادين، والمناقلة بدورهم، فامتنعوا عليهم، فرأى الإمام # الفصل بينهم بأن يعمروا لهم درباً، وينقلوا أخشابهم إليه، وتحسم مادة الشر بينهم ففعلوا ذلك، فعلم لهم موضعاً، وعمر معهم فيه داراً متسعة.

  وكان ابتداء العمارة فيه في شهر رمضان المعظم من سنة سبع وتسعين، فازدادت الهيبة والقوة بذلك في قلوب المفسدين.

[قدوم الصعيب اليامي مطيعاً والأخذ بثأر الأمير علي بن المحسن]

  واستمرت طاعة أهل نجران، ووصل الصعيب اليامي داخلاً في الطاعة، باذلاً من نفسه ما يجب عليه، ولم يكن له يد في قتل الأمير علي بن المحسن، وكان