السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدتان لعلي بن سليمان الحيدرة في مدح الإمام #]

صفحة 478 - الجزء 1

  رضاه، وكتب لهم بما انعقد عليه الكلام منشوراً شهد فيه من حضر من الشرفاء وغيرهم، فراحوا منه على أمور متجملة، بعد أن خلع عليهم وجمل أمورهم.

  ولما كان يوم الجمعة صلى بالناس الجمعة، وأنشدت الأشعار.

[قصيدتان لعلي بن سليمان الحيدرة في مدح الإمام #]

  فمنها: شعر للقاضي علي بن سليمان الحيدرة وهو:

  هواه رمى به المرمَى البعيدَا ... فحُقَّ لمقلتيه أن تجودَا

  فلا تعذله إن العذلَ يُذْكِي ... بقلب الهائمِ الصبِّ الوقودَا

  تَعَلَّقَ يافِعَاً هيفَاءَ رودا ... مهفهفة خدلجة خرودا⁣(⁣١)

  أعارت ظبيةَ الدعساء عيناً ... مدعجة وسالفة وجيدا⁣(⁣٢)

  تواعده ولا توفي بوعد ... وتُوعِدُه فتصدُقُه الوعيدا

  فمهما أحدثت هجراً جديداً ... أجد لوصلها شوقاً جديدا

  أسيرٌ في الهوى قتلته صبراً ... فأودي لا أُقيلَ ولا أقيدا

  بذلت لحبها دمعي وقلبي ... وذات يدي وتطمع أن أزيدا

  تحلَّى من ثناياها بِدُرٍّ ... وتلبس من شبيبتها برودا

  وبين جفونها سيف حديد ... يقد بحد شفرته الحديدا

  وتحسب قدها رمحاً ولكن ... إذا هزته صدعت الكبودا

  ومن عجب تشق به قلوباً ... فتصميها ولم تجرح جلودا


(١) الهيف: دقة البطن والخاصرة. والرود: مشي المهل. جارية مهفهفة: ضامرة البطن، دقيقة الخصر. خَدلَّجة الساقين: أي لها ساقان ضخمتان عظيمتان ممتلئتان. والخَرودُ: البِكْرُ لم تُمْسَسْ، أو الخَفِرَةُ الطَّويلَةُ السُّكوتِ، الخافِضةُ الصَّوْتِ المُتَسَتِّرَةُ.

(٢) السالفة: ناحية مقدم العنق.