[وصول هاشم الكردي إلى الإمام مخالفا على إسماعيل]
[وصول هاشم الكردي إلى الإمام مخالفاً على إسماعيل]
  وخرج الإمام # في العسكر ليسير الخيل إلى جهة الظفر، وانقلبوا إلى المدينة فرأوا البيارق والأعلام ولمع البيض في جهة السواد، فأيقنوا أنه جند إسماعيل، وكان في صنعاء قدر ألف وأربعمائة فارس، ورجل لا يحصي عددهم إلا الله، فاضطرب العسكر ووقع الخوف، فراحت خيل الجند إلى المدينة، ومال السلطان عمرو بن علي إلى شق جبل كوكبان، وأغار السلطان جكو بن محمد متوجهاً إلى القوم، وأغار الإمام # بعد أن أراد أصحابه منعه خوفاً عليه أن تكون مكيدة ممن معه فلم يساعدهم إلى ذلك، فلما قربوا من القوم تراطنوا بالعجمية وتعارفوا، فبشروا الإمام بأن هاشم الكردي وهو من كبار الجند أتى إلى ذمرمر، وأنهم تقدموا وهو واصل في إثرهم فيمن بقي من الخيل مخالفاً على إسماعيل وأنهم ثلاثون فارساً، وأقبل الجميع إلى المدينة في موكب حسن، وازداد السلطان جكو ثقة بالإمام #، وطابت نفسه ونفوس أصحابه، حيث قد صار مستأنساً بهم، وعجبوا من شدة بأسه، وقوة عزيمته، وإقدامه على انفراده بينهم.
  ووصل هشام ثالث ذلك اليوم ومعه سالم ومسعود ابنا السلطان علي بن حاتم وجماعة من همدان، لما علموا أن إسماعيل يريد الخروج إلى شبام، وأنه برز إلى خارج المدينة، وأمر بضرب الخيام في الجهة الغربية، وأقبلت العساكر من جهة المغرب وثلا وبلاد حمير للمركز بشبام، فاجتمع خلق كثير، وطاف الإمام # المدينة، ورتب المقاتلات، وأمر بعمارة مواضع في المدينة وسداد أزقة فيها، وتعرف مداخلها ومخارجها والمواضع التي يخشى منها، وأمر بإصلاح ذلك وتحصين سور المدينة، والأهبة للحرب والجهاد لأعداء الله.