السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتب الإمام (ع) إلى أهل الجنات]

صفحة 527 - الجزء 1

  بفضلهم نطقت في الذكر معربة ... آياتُه المحكماتُ الغرُّ والسُّوَرُ

  يا ابن النبي الذي طابت مغارسه ... وطاب من طيبها في فرعها الثَّمَرُ

  ما بعد فخرك من فخر لمفتخر ... كلا وأنى بماذا كان يفتخرُ

  لله درك بين الخيل مبتسماً ... والبيض تبكي دماً والنقع معتَكِرُ

  عين المودة بالإخلاص دانية ... وإن تباعدت الأشباحُ والصُّوَرُ

  ألست من هاشم الغر الذي هشموا ... من الأعادي عظاماً ليس تنجبرُ

  إن الوفا لك طبع لا تفارقه ... وليس يخرج من هالاته القمرُ

  ما كان مثلك في بأس ولا كرم ... ولا تدل على مثل لك السِّيَرُ

  الحَدُّ يخدم من جداه حيدرة ... وأحمد المصطفى والنصر والظفرُ

  والعزم همتك التالي لوقعتها ... لدى ملاحمها الصمصامةُ الذَّكَرُ

  بعدًا لقوم قرى الضيفان عندهم ... أسر وحبس فلا كانوا ولا انتصروا

  بتوا العقود وخانوا في العهود وما ... أبقوا على حلفهم بقياً ولا وذروا

  قد أظهروا منهم الإنصاف رائقة ... وتحته السم في مكنونه الخطرُ

  وغرني فيهم طيبي وكنت كمن ... يرمي بزوراء لم يُحكَم لها وَتَرُ

  ما كان يخطر في بالي بأنهم ... إذا وفى لهم ذو نجدة غدروا

  وكلما قد قضاه الله من قدر ... فليس ينجي الفتى من كونه الحَذَرُ

  لكن بسعدك لم يظفر بنا مذق ... حلو اللسان جناه المرُّ والصَّبِرُ

  وابق الليالي في عز موطدة ... أركانه شادها التوفيق والظَّفَرُ

[كتب الإمام (ع) إلى أهل الجنات]

  ولما وقع الصلح بين المشايخ أهل ثلا والسلطان إسماعيل أمر الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة برهائن الجنات إلى الظاهر - ومستقر الإمام يومئذ هنالك بموضع