[مقتل الأمير محمد بن حمزة صنو الإمام @]
  ووصل سيف الإسلام بعد ذلك في عسكر عظيم إلى صنعاء فأخذ الأهجر والفص(١) والظفر(٢)، وفيها قوة عظيمة وأموال جليلة، وحط على كوكبان وأمر رجلاً يقال له: يحيى بن أحمد الشاوري إلى جهة ميتك وبني شاور وتلك الجهات، في عسكر فتسلم حصن سيد، وتسلم حصناً يقال له: شبعان في شق جبل ميتك، عامل فيه قوم يقال بنو الصوي، وضربت في الجرانيات، وأجابت العشائر رغبة ورهبة، فاضطرب أصحاب الإمام وخافوا، وأتوا إليه وحققوا له فساد العشائر، وشاوروه على الانتقال في الليل فلم يساعدهم.
  فلما كان الصبح أحاط بالحصن عسكر كثير، ذكر أنهم قدر أربعة آلاف، وتودّى أكثر أهل الجبل وسلموا ثماني عشرة رهينة، واشتد الأمر، وألح أصحابه # عليه في التأخر عن المكان حتى طال ذلك، فأقسم بالله تعالى: (لا تأخرت عن هذا المكان إلا غالباً أو مغلوباً).
[مقتل الأمير محمد بن حمزة صنو الإمام @]
  ثم أمر أخاه محمد بن حمزة وأصحابه بالنزول إلى قرية صبرة يلزمون فيها ولا يتعدونها، وكان العدو حاطًّاً في قرية شوحطين، ثم أمر إليه رسلاً متواترة يلزم القرية ولا يتعداها، فأزعجه الناس إزعاجاً عظيماً فنزل في عسكره إلى جهة
(١) الفص: حصنان يقال لأحدهما الفص الكبير، وللآخر الفص الصغير، بالقرقب من ذمرمر، وهما خاربان في العصر الحاضر.
(٢) حصن الظُفُر: من حصون صنعاء، يقع على بعد ٥ كم جنوب شرق كوكبان، وهوفي أقصى شمال بني مطر.