[قصيدة الإمام (ع) لم أتاه الخبر بأخذ نجران]
[قصيدة الإمام (ع) لم أتاه الخبر بأخذ نجران]
  ولما كان من الغد عزم على الركوب إلى جحدان، وأمر من يشد على الخيل، وخلا ساعة، والناس قيام ينتظرونه، وأنشأ هذا الشعر ارتجالاً من غير كلفة ولا طول مدة:
  مَا ذِكرُ دَار الحيّ لِي من مُرادْ ... مَا بين شحّاطٍ فرُكنَي عُرادْ
  فَالحنوِ مِن مجزرَ فَالقارةِ الـ ... ـعظمى فَأرياضِ صدورِ النّجادْ
  فَالرّوضِ من تلبُسَ فَالحَزْمِ فَالسْـ ... ـلانِ مَا بين الرّبى والوِهادْ(١)
  منازلاً كُنا عَهِدْنا بها ... كلَّ عظيمِ النّار جمَّ الرَّمادْ(٢)
  وإنمَا أذكُرُ فضفَاضةً ... قِتْيَرُها مثلُ عُيونِ الجرَادْ(٣)
  وبيضةً شمّاءَ دَاوِيَّةً ... وصَارمَاً أبيضَ من عَصْرِ عادْ(٤)
  وأجرداً أعيطَ عَبلَ الشِّوَى ... حَاني القُصَيْرَى جُرْشُعَاً كالمَصَادْ(٥)
(١) هذه المناطق التي يذكرها الإمام # من مناطق الجوف الأثرية الحميرية فمنها ما دثر وعفى، ومنها مالم تزل آثاره باقية: ومجزر: قرية فِي الجوف من بلاد نهم، وبها أشراف مجزر من ولد الإمام القاسم بن علي العياني، والحنو: المنعرج من الأرض الملتوي، والربى: الأرض المرتفعة، والوهاد: جمع وهدة، وهي الأرض المنخفضة.
(٢) كناية عن الكرم والجود.
(٣) درع فضفاضة: أي واسعة. والقتير: رؤوس مسامير الدرع.
(٤) البيضة: ما يضعه المحارب على رأسه من الحديد للوقاية، والشماء المرتفعة، والداوية: الثابتة في مكانها.
(٥) فرس أجرد: قصير الشعر رقيقه، والأعيط: الطويل الرأس والعنق، والأمي: الممتنع، والعبل: الضخم فِي كل شيء، والشِّوى: اليدان والرجلان والأطراف وقحف الرأس ومَا كان غير مقتل.
القُصَيْرِي: مقصورة أسفل الأضلاع أو آخر ضلع فِي الجنب وأصل العنق.
والحاني: اسم فاعل من الحِنو والحِنو بالكسر والفتح كل مَا فيه اعوجاج من البدل كعظم الحَجَاج واللحي والضلع والحنى.
=.