[عودة إلى الأصل]
[عودة إلى الأصل]
  إلى سنقر إلى جهة تهامة من قبل أن يستحكم الأمر فيما بينه وبين شهاب، ووافق رأيه ما كان قد فعله الإمام # في ذلك، وكان قد انتدب لذلك الشيخ الموفق مخلص الدين أبا المعالي بن أحمد الحرازي؛ لأنه كان ذا حالة جليلة عند سيف الإسلام وعند إسماعيل بعده، والغز كلهم يعرفون مكانه، وهو رجل عاقل عارف بأمور الغز، مقبول القول عندهم، وهو مع ذلك كبير في أهله مجاب في عشيرته، فسأل الإمام # أن يأمر من قرابته من يكون عوناً له على ما يريده، ومقدماً من قبله # لما لا يستغني عنه من اسم الشرف والواصل من جهته، فأمر الأمير المكين وهاس بن جعفر بن محمد بن جعفر بن حمزة الحمزي، والشيخ فخر الدين مرحب بن سلمان السهلي الحرازي، وأمرهم أن يجعلوا طريقهم على الذنائب لإصلاح أمور القائد عطيف بن موفق، وكان صدورهم يوم صدور العسكر المنصور إلى جهة البون، ووصل الأمير محمد بن إبراهيم القاسمي من نهج شظب، ومعه القاضي الفاضل إبراهيم بن أحمد بن أبي الأسد، والجرمي بن النفيل صاحب السودة، وكان الإمام # قد ولى الأمير المذكور الأمر العام هنالك، وجعل الولاية في قبض الحقوق الواجبة والقيام بالخطبة والفصل بين الناس في الأحكام الشرعية إلى القاضي المذكور، فاستحكم الأمر، وأزيل ظاهر المنكر والفساد من شظب، وهي معدن الفساد، وأقيمت الجمعة مع كراهة شديدة من المطرفية، وقبضت الحقوق الواجبة ومضت الأوامر الإمامية والأحكام الشرعية.