السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[بيعة شمس الخواص ومن معه من الغز وبعض فضائله (ع)]

صفحة 306 - الجزء 1

  السلطان جكو بالسلامة، وأقسم (لو جرى عليك حال لأضربن بسيفي هذا بجهدي ثم أحتني عليه فأقتل نفسي مخافة أن يقال: إني غدرت فيك)، فحمده الإمام وأثنى عليه، وساروا حتى أتوا عدني المسجد الجامع.

  فلما اجتمع للإمام جنده خضعت العجم واستسلمت.

[بيعة شمس الخواص ومن معه من الغز وبعض فضائله (ع)]

  وحضر شمس الخواص بجميع الجند الذين معه شاكين في السلاح، وقد تفرق أصحاب الإمام عنه، فكان ذلك أعظم خطراً، فنزل الإمام # عن فرسه ودعاهم إلى البيعة، فألقى الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا عن خيلهم وبايعوا وأيديهم ترتعد.

  ثم أقبل جند العجم الذين كانوا فيها إلى بين يديه، حتى بايعوه #، وإن من كبارهم لمن ترعد يده عند البيعة رعباً وخوفاً، قذفه الله في قلوبهم حتى شملتهم البيعة.

  ومن فضائله # في تلك الليلة: مجيء فرسيه وعليهما العدة والسلاح من قدام المسجد الجامع يتلو أحدهما الآخر من غير قائد ولا سائق، في أزقة مختلفة إلى جهات مختلفة، حتى أتيا الشارع الذي فيه الدار التي كان فيها #، ولم يدخلا صنعاء قبلها، إذ هما من خيل نجد، وهما معه منذ قيامه.

  ثم إن شمس الخواص بعد ذلك طلب الفسح، وسأل الإمام منشوراً ظاهراً يكون معه حيث يتوجه، فساعده إلى ذلك، وتوجه إلى تهامة بالجند الذين معه.

  وقيل: نزلوا نحو اليمن.

  واستمر الأمر الإمامي في صنعاء، ونفذت الأحكام، وأقيمت الحدود، وأمر # بإهراق الخمر في المدينة، وتفقد الدور المشهورة بذلك، فأهريق في