[رجوع الإمام إلى أهله في صعدة بعد غيبة سنة وثمانية أشهر]
  وسوف نوافيه قريباً بجحفل ... أجشٍّ كثيفٍ يملأ الأرض غاشِمِ
  يقيم به المنصورُ دينَ محمد ... وينفي به في الحق كل مقاوِمِ
  عليه سلامُ الله ما ذَرَّ شارقٌ ... وما انهل وَدْقٌ من خِلالِ الغَمَائِم
  وكان وصول الشعر والرسالة إلى قرية ضَمَد(١)، فأمر الإمام # بهما إلى المدرسة المعمورة المنصورية بقرية حوث إلى الشيخ الفاضل محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد، وأمره بنسخها والإنفاذ بها إلى الجهات، وإظهارها عند الخاص والعام ونشرها، ليظهر لجهال الشيعة الطاعنين عليه المثبطين عنه صحة اعتقاد الأميرين والتزامهما بطاعته والوفاء ببيعته.
  ووصل بريد من الجوف مبشراً بخروج عزان بن فليتة من درب سدال، ورجوع أولاد علي بن هديان إليه، لما أيقن بأنه لا يسلم ولا يستقيم له أمر فيه بعد كتاب الإمام إليه وإيعاده له، وقد كان الأمير صارم الدين جمع عسكراً من الجوف للمحطة على الدرب، وأغار جحاف بن حميدان وهو حليف لعلي بن هديان في صرم عزان بن فليتة، فقتل رجلين وعقر فرسين وأخذ إبلاً.
[رجوع الإمام إلى أهله في صعدة بعد غيبة سنة وثمانية أشهر]
  ونهض الإمام لثلاث ليال خلون من المحرم من أول شهور سنة ست وتسعين، [إلى أهله ومنزله بهجرة دار معين]، فلما دخل منزله وسأله أهله عن
= الأصابع، أو رؤوس السُّلاميات إذا قَبَضْتَ كفك نشزت وارتفعت.
(١) ضَمَد - بفتح الضاد والميم -: قرية من تهامة في المخلاف السليماني ما بين صبيا وأبي عريش.